-A +A
محمد الصبحي (جدة) malsobhi18@
شهد القطاع المالي خلال 88 عاما منذ تأسيس السعودية نموا متسارعا، وكانت وزارة المالية هي أول وزارة تم إنشاؤها في السعودية الحديثة.

وكان الوزير عبدالله بن سليمان أول وزير في تاريخ الدولة السعودية. وأعلنت السعودية لأول مرة ميزانيتها قبل نحو 88 عاما، وبلغت حينها 14 مليون ريال، وبالمقارنة مع ميزانية اليوم، فقد قفز حجم الميزانية إلى 80 ألف ضعف، لتصل إلى 1.1 تريليون ريال.


واعتمدت إيرادات المالية قبل إعلان الميزانية الرسمية في عام 1352هـ على الجمارك، والجوازات، وأموال الزكاة، وإيرادات الحج، وهي موارد ضعيفة ولا تحقق رؤية المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود في ذلك الوقت. وشهد عام 1352هـ بعد توحيد البلاد بعام واحد، صدور أول ميزانية للدولة في ذلك الوقت، بعد قرار الملك عبدالعزيز تأسيس وزارة المالية وتعيين ابن سليمان وزيرا لها.

ويصف المستشرق عبدالله فلبي في كتابه «40 عاماً في البرية»، تفاصيل تلك الميزانية التي صدرت في بداية تأثير النفط على الميزانية السعودية. وأشار إلى أن إيرادات النفط تصل لأكثر من 13 مليون جنيه، في حين تفوق نفقات الدولة هذا الرقم، حيث تصل النفقات لأكثر من 17 مليون جنيه إنجليزي كما كان يسمى وقتها.

ويستطرد «فلبي» في وصف المصروفات والإيرادات المالية للسعودية بعد توحيدها، وبعض الأرقام للوزارات الخدمية، التي لا تتجاوز المليون جنيه في ذلك الوقت. ويقول: «إن الولايات المتحدة ما بين عام 1954 و1955 أعلنت استعدادها لتقديم قرض بقيمة 25 مليون جنيه، لكن هذا القرض لم يكن على شكل سيولة بل كان عينيا، ما بين أرز وسكر، و20 ألف طن من القمح والدقيق، وسيارات عسكرية».

وأضاف: «بعد سنوات عدت للرياض من رحلة طويلة فوجدت الملك عبدالعزيز مشغولا في العديد من مشاريع التنمية، وكان عبدالله بن سليمان رفض القرض الأمريكي البالغ 25 مليون دولار؛ لتغطية نفقات المواد الغذائية».

وأوضح أن «ابن سليمان كان يقوم بجولة في الولايات المتحدة، وتمكن من التوقيع على اتفاقية للحصول على قرض بـ10 ملايين دولار، تدفع نقدا إلى الخزينة السعودية، وذلك لتلبية متطلبات مشاريع مختلفة مثل محطة كهرباء الرياض، وبناء مستشفيات في الرياض، والطائف، وتحسين ميناء جدة».